مع دخول فصل الصيف و ارتفاع درجات الحرارة و بدء موعد العطل الصيفية روتين قاتل يخيم على يوميات أغلب المواطنين سواء منهم العاملين أو البطالين و بصفة خاصة الشباب بمختلف الطبقات الاجتماعية حيث أصبح تخصيص برنامج العطلة الصيفية خاص فئة معنية و لا يدرج في أجندة الكثير من المواطنين التيارتيين فالموظفين و أصحاب المؤسسات و ميسوري الحال و الدخل سطروا برامج خاصة لقضاء عائلاتهم العطلة الصيفية فمنهم من يفضل قضاءها بإحدى الدول الأوروبية مثل اسبانيا و فرنسا و دول أخرى و منهم من يجعل تونس مقصدا له و لعائلته و بعضهم يختار المدن الساحلية هذه الفئة يعتبرها
الكثير أنهم من المحظوظين و توجد فئة أخرى تختار الاصطياف بالمدن الساحلية و هؤلاء من ميسوري الدخل من تجار و موظفين دخلهم الشهري يساعدهم على برمجة عطلة صيفية بإحدى المدن الساحلية في حين توجد عائلات تختار بعض المدن منها وهران , مستغانم ، عين تموشنت و ولايات أخرى حيث يقطن أهاليهم من أصهار و أقرباء حيث تذهب عائلاتهم في حين يوجد البعض من تساعده ظروف عمله و أحواله المالية من الظفر بأسبوع استجمام و آخرون تسمح لهم وظائفهم بإرسال أبنائهم بالمخيمات الصيفية على حساب المؤسسات التي توظفهم و بعض الشباب يبقى لهم نهاية كل أسبوع للذهاب للشواطئ القريبة منها شواطئ ولاية مستغانم في حين تبقى الأغلبية من العائلات خاصة منهم الشباب محرومين من قضاء عطلة صيفية خاصة المتمدرسين و طلاب الجامعات المنتمين للعائلات ضعيفة الدخل حيث أن عطلة الصيف و فترة ثلاث أشهر تعتبر السبيل الوحيد أمامهم لأجل العمل و توفير بعض الأموال لمساعدة أنفسهم و عائلاتهم لأجل التحضير لموسم دراسي مقبل فورشات البناء تستقبل هؤلاء و يبقى العمل بالمقاهي و محلات بيع المثلجات و التجارة عبر الأرصفة و بيع الخضر أو الفواكه السبيل الأفضل لعمل هؤلاء في حين يختار البعض الآخر التسكع بالشوارع صباحا و الجلوس بالمقاهي و متابعة مباريات المونديال مساء و القيلولة حيث يعمد الكثير من الشباب البطال ممن لم يسعفهم الحظ و ظروفهم من تمضية عطلة صيفية بإحدى المدن الساحلية إلى تغيير نهارهم بليلهم حيث يستيقظون في ساعات متأخرة نهارا و تمضية اليوم بمشاهدة التلفاز و في الليل يقضون ساعات في السمر و السهر لما قبل بزوغ الفجر ليعودوا إلى فراش النوم بعدها و هي الطريقة المثلى التي وجدوها للهروب من الروتين القاتل و الممل ليومياتهم و الهروب من لسعات الشمس الحارقة و درجات الحرارة المرتفعة عينات كثيرة من هؤلاء الشباب بولاية تيارت تعاني من البطالة و أحوالها المادية و الاجتماعية غير مريحة خصوصا القاطنين بالبلديات النائية و الأرياف حيث لا يوجد متنفس أمامهم لا مسابح و لا قاعات رياضة و لا مكتبات و لا دور ثقافة و لا حتى مقاهي ببعض تلك المناطق فيوميات هؤلاء تتمحور معظمها في العمل في حملة الحصاد سواء لمحاصيل عائلاتهم أو لدى آخرين أو العمل بورشات البناء بالمدن الكبرى في طريقة للهروب من الروتين القاتل بقراهم و من جهة العمل لضمان لقمة العيش لهم و مساعدة عائلاتهم في حين أصبح إقامة الأعراس المتنفس الوحيد للكثير من هؤلاء الشباب للزهو و التنفيس عن أنفسهم في حين تبقى سهرات السمر تطغى عليها حلقات لعبة الدومينو خاصة بالمناطق النائية حيث لا انترنيت و لا محلات بيع المثلجات و لا محلات تجارية موجودة عكس ما تتوفر عليه المدن التي لا يستطيعون التنقل إليها حيث أنه مع حلول الساعة السادسة أو السابعة مساء تصبح كل بلديات الولاية تحت الحصار بسبب توقف مختلف وسائل النقل عن العمل مبكرا و في ظل تفشي البطالة و غياب الكثير من الضروريات و المتنفس بأغلب بلديات الولاية تبقى الكثير من العائلات و الشباب يقضون روتين قاتل و ممل و أصبحت البرك و الحواجز المائية و الوديان تستقطب الكثير منهم لأجل الاستجمام كبديل عن شواطئ البحر لكن هذه الأخيرة لها ضريبة قاسية و مأساوية تفرضها على بعض العائلات حيث أصبحت كل سنة العشرات من تلك العائلات تدفع حياة أبنائها الذين يموتون غرقا بتلك المجمعات المائية بسبب نقص إمكانيات توفير عطلة صيفية بالولايات الساحلية و دخول المسابح نصف الأولمبية التي تطالب بـ 100 دج لكل غطسة.
9 juillet 2011
3.Non classé