مدير عام الشروق يكرم شيخ زاوية الهامل – تصوير بلال زواوي
الشيخ مأمون القاسمي: أنا فخور بالشروق لأنها دعمت العربية وزادتها انتشارا
كانت ليلة مشهودة جمعت أكفأ الإطارات الجزائرية في مختلف التخصصات يتقدمهم شيوخ العلم الأجلاء، الذين جاءوا خصيصا لتكريم واحد من أهم أعلام الجزائر المعاصرة، الذي ساهم مساهمة فعالة في جعل زاويته من أهم الزوايا العلمية في الجزائر، كما لعب دورا اجتماعيا رائدا أطفأ من خلاله الكثير من النعرات القبلية والعرقية، كما كان مجاهدا وفيا خلال ثورة التحرير المباركة.
*
*
مواصلة منها لسنتها الحميدة التي أطلقتها منذ رمضان الماضي والمتمثلة في تكريم العلماء الذين نذروا حياتهم لخدمة وطنهم بالعلم ونشر المعرفة، احتضن فندق الهيلتون تكريما خصت به مؤسسة الشروق الشيخ العلامة المأمون القاسمي الحسني شيخ زاوية الهامل ببوسعادة العريقة بحضور أفراد من عائلته ورفقاء وزملاء عايشوه خلال فترات مهمة من حياته.
*
نائب رئيس تحرير الشروق ينشط حفل التكريم
*
*
حفل التكريم الذي استمر إلى غاية وقت متأخر من الليل، قدم فيه المشاركون والحاضرون الذين غصت بهم القاعة شهادات تناولت مختلف الجوانب في شخصية الشيخ المأمون، حيث أشادوا بخصاله الطيبة وتفانيه منذ نعومة أظافره لخدمة دينه ووطنه، خاصة عندما تطرقوا إلى دوره الكبير في زاوية الهامل ببوسعادة التي أصبحت قطبا علميا يقصده مئات الطلبة سنويا.
*
من جهته أشاد مدير عام الشروق الأستاذ علي فضيل بدور الشيخ المأمون في الحفاظ على مقومات الأمة، وحماية الثوابت الوطنية على مدار سنوات طويلة، كما أكد دعم مؤسسته لزاوية الهامل العلمية البعيدة عن الدروشة، وتعهد بدعم ترميماتها ماديا حتى تكون قبلة لعدد أكبر من طلبة العلم.
*
*
* علي فضيل (مدير عام مؤسسة الشروق):
*
« تكريمنا للشيخ المأمون تكريم للزوايا البعيدة عن الدروشة »
*
مدير عام الشروق يثني على علم وخصال شيخ زاوية الهامل
*
قال الأستاذ علي فضيل مدير عام الشروق في كلمته الافتتاحية « إن تكريم الشيخ المأمون القاسمي المنتمي إلى عائلة عريقة في منطقة بوسعادة، ساهمت أبا عن جد في الحفاظ على مقومات وثوابت الجزائر، يعتبر بمثابة تكريم للعروبة والإسلام في جزائر الكفاح والشهداء، خاصة وأن هذا التكريم تزامن مع هذه الأيام المباركة الأخيرة من شهر رمضان المعظم ». كما تعهد مدير الشروق بتقديم مساعدة لاستكمال ترميمات هياكل زاوية الهامل التي تعتبر معقلا كبيرا من معاقل العروبة والإسلام في الجزائر. وأضاف « زاوية الهامل ركزت على الجانب العلمي وليس غريبا أن يرأس الشيخ المأمون زاوية الرابطة العلمية التي لعبت دورا كبيرا في تأصيل العلم، ونريد أن نكرّم من خلالها كل الزوايا الوطنية التي حافظت على القيم الوطنية والذّود عن الأصالة العربية للجزائر ».
*
* الشيخ المأمون القاسمي:
*
« أنا فخور بالشروق فعندما أراها تزداد انتشارا أعرف أن العربية بخير »
*
*
شكر الشيخ المأمون القاسمي جريدة الشروق على سنتها الحسنة في تكريم العلماء والمفكرين، حيث قال « كانت جلسة مباركة جمعنا فيها الأستاذ علي فضيل ممثلا لكل طاقم الشروق النشيط الذي استطاع بعزيمته أن يحقق انتشارا واسعا لجريدة معربة، حيث لم يحدث ذلك من قبل قط.. هذا لقاء مبارك في العشر الأواخر من رمضان ».
*
وأضاف شيخ زاوية الهامل « لقد تعلمت اللغة العربية في الزاوية ثم التحقت بالجامعة، فوجدت بأني أمتلك كفاءة لغوية كبيرة لم تكن عند أقراني، ووجدت بأني في ثقافتي قد تجاوزت المرحلة الجامعية، والحمد لله إضافة إلى تكويني في الزاوية تحصلت على شهادة جامعية في الأدب العربي، وكان طموحي أن أكمل دراساتي العليا لكن ظروف عملي في وزارة الشؤون الدينية منعتني من ذلك.
*
وخلال فترة عمله بالوزارة، ذكر أنه حاول بقدر الإمكان أن يترك بصماته، وعندما تولى مشيخة زاوية الهامل في منتصف التسعينات بذل جهدا كبيرا ليزيد الزاوية بريقا، ويجعلها قبلة لطلبة العلم والمعرفة كما عمل جاهدا على ترسيخ مبدأ الحوار الفكري والمذهبي، خاصة بعد تأسيس منبر الزاوية قبل مدة قصيرة. وفي آخر كلمته، رفع الشيخ المأمون يديه بالدعاء للجزائر بالخير.
1.
2.
* الدكتور أحمد بن نعمان:
3.
« زاوية الهامل قلعة للمحافظة على الهوية الوطنية »
4.
أشاد الدكتور أحمد بن نعمان بدور زاوية الهامل في الحفاظ عن مقومات الهوية الجزائرية، وحفظ تاريخ وتراث الجزائر من خلال المجهود الكبير الذي بذله القائمون على الزاوية منذ تأسيسها إلى غاية اليوم. يضيف « إن تكريم الشيخ المأمون القاسمي الذي كان زميلا لي في الجامعة هو تكريم لكل الجزائريين الغيورين على ثوابتهم وقيمهم ».
5.
6.
* محمد الصغير بلعلام:
7.
« أحب الطريقة « الرحمانية » لأنها وطنية صرفة »
8.
قال الأستاذ محمد الصغير بلعلام أن الشروق نجحت في تنظيم تقليد رائد وهو جمع المثقفين والعلماء والمفكرين بشكل متواصل، وأضاف « أنا باديسي حتى النخاع لكني أحب الطريقة الرحمانية لأنها وطنية صرفة، كما أنها طريقة جهادية تعليمية ساهمت بشكل كبير في حماية الثوابت الوطنية »، مؤكدا « إن تكريم الشيخ المأمون القاسمي هو تكريم لكل الأهداف السامية التي استشهد لأجلها مليون ونصف مليون شهيد، أذكر أن الشيخ المأمون القاسمي كان نائبا لمدير التوجيه الديني في زمن استوزار الشيخ مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله.. كان خجولا محبا لعلمه متواضعا، وقد عملنا كإخوة معا 05 سنوات، وأشهد أن الشيخ المأمون الذي يأتي في الترتيب العاشر في قائمة مشايخ الزاوية بذل جهدا كبيرا من أجل ترقية وتطوير زاوية الهامل، حتى حولها إلى منارة علمية يستزاد من رحيقها المختوم ». وأشار بلعلام « أشير أن الشيخ الثاني لزاوية الهامل كان امرأة وهي لالة زينب، وهو دليل على احترام هذه الطريقة للمرأة، كما أشير أن أنه عندما زار بوتفليقة الزاوية سنة 2004 أسر له الشيخ المأمون بأن يرفع من شأن العربية والإسلام في الجزائر ».
9.
10.
* محمد رؤوف القاسمي:
11.
« للشيخ المأمون فضل كبير في إطفاء النعرات القبلية »
12.
قال الأستاذ محمد رؤوف القاسمي أن نشأة هذه الزاوية مرت بظروف صعبة لكن إصرار مشايخها على السير قدما لتحويلها إلى منارة علمية كان هو السبب الأساس لتألق هذه الزاوية المشعة بالعلم والمعرفة، وأضاف « عرفت الشيخ المأمون كأخ أكبر، لقد كان قدوة في عائلته، صاحب والده وتحمل مسؤوليته في سن مبكرة، وقد عرفته بشكل كبير لما كنا طلبة في الجامعة، فكان محترما صاحب بديهة حاضرة ومتمكنا علميا، وقد كان له فضل كبير في زيادة أتباع الطريقة الرحمانية، كما كان له فضل كبير في إطفاء النعرات القبلية ».
13.
14.
* الدكتور أبو عمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى:
15.
« الشيخ محمد المأمون شارك في إعداد إطارات دولة أكفاء »
16.
أشاد الدكتور أبو عمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مستهل حديثه بالدور الحضاري الذي تلعبه الزاوية القاسمية بالهامل، واصفا إياها بالمنارة المضيئة في زمن طغت فيه العولمة والمادية وانحطت فيه الأخلاق والقيم، وأثنى على شيخها محمد المأمون القاسمي الحسني الذي قال عنه أنه شارك في إعداد إطارات دولة أكفاء ساهموا في خدمة الدولة الجزائرية في كافة المجالات، بالإضافة إلى أنه يعتمد في تكوينه على طريقة متميزة تجمع بين الأصالة والمعاصرة وهذا ما جعل زاوية الهامل مقصد أكبر المشايخ والعلماء في الجزائر، وأضاف الدكتور أبو عمران أن المجلس الإسلامي الأعلى كرم الشيخ محمد المأمون جراء ماقدمه للمجلس الذي عمل فيه بجد وإخلاص بالإضافة إلى ما قدمه للجزائر من علم وعطاء وتكوين للرجال، وفي ختام حديثه ذّكر بالدور التاريخي الذي لعبته زاوية الهامل إبان الاحتلال الفرنسي، حيث كانت بشهادة العديد من المؤرخين قبلة للجهاد والعلم والعطاء..
17.
الشيخ مأمون القاسمي يرتدي برنوس الشروق
18.
19.
* محمد المهدي القاسمي شقيق الشيخ
20.
الازدهار والتوسع الكبير لزاوية الهامل شهادة على عطاء الشيخ المأمون
21.
أكد محمد المهدي القاسمي أن زاوية الهامل عرفت في عهد أخيه الشيخ المأمون ازدهارا وتوسعا كبيرين شملا معظم أجزائها، خاصة فيما يتعلق بتوسعة المسجد القاسمي والشروع في بناء دار القرآن الكريم وتشييد قاعة كبيرة للمحاضرات وإطلاق مبادرة المنبر القاسمي، حيث تحوّلت زاوية الهامل إلى منبع إشعاع حضاري تجمع كبار العلماء والمفكرين في الجزائر، وهذا كله بفضل العطاء المستميت للشيخ المأمون الذي يسهر على مشيخة الزاوية بإخلاص وعطاء منقطع النظير، وعاد المتحدث لتذكر أيام الصغر، حيث كان يتخذ من أخيه الشيخ المأمون معلما وقدوة في جميع نواحي الحياة لما أوتي به من حكمة وعلم غزير منذ طفولته، أين كان يجالس العلماء ويشارك في الإصلاح بين القبائل والعروش بتوجيهات من الأب الذي كان يعتمد عليه ويكلفه بمهام ثقيلة يعجز عنها الكبار…
22.
23.
* عبد القادر نور المدير السابق للإذاعة والتلفزيون
24.
زاوية الهامل كانت تجمع المجاهدين وتحرضهم ضد الاستعمار
25.
قال الأستاذ عبد القادر نور مدير سابق للإذاعة والتلفزيون أن زاوية الهامل أثلجت صدور جميع الجزائريين لموقفها من ثورة التحرير المضفرة ودورها في تجميع المجاهدين وتحريضهم على الجهاد والقتال من أجل التحرير والكرامة، كما أنها كانت تموّن وتساعد جيش التحرير بكل ما يساحقه، وأضاف المتحدث « علاقتنا بالزاوية علاقة روحية فآباؤنا وإخواننا كلهم تتلمذوا هناك وبقاؤنا مرهون باستمرارها، وبالنسبة للشيخ المأمون فقد أثنى عليه الأستاذ عبد القادر نور واعتبره من الذين يخدمون العلم والإسلام بعطاء كبير، كما أنه فخر للزاوية القاسمية التي عرفت في عهده تطورا وتوسعا ساهم في تعزيز دورها الحضاري في جمع العلماء والإعداد لجيل الغد.
26.
27.
* الأستاذ الهادي الحسني
28.
« عرفت في الشيخ المأمون التواضع رغم علمه الغزير ومكانته العالية »
29.
أشاد الأستاذ الهادي الحسني بمكارم الأخلاق والعلم الغزير لدى الشيخ محمد المأمون القاسمي، خاصة في فترة العمل التي جمعتهما في المجلس الإسلامي الأعلى، أين عرف الشيخ المأمون بحكمته وإتقانه الكبير في العمل وتواضعه لمن هم أقل منه سلما وعلما، كما أشاد الأستاذ الحسني بالأصل الطيب للشيخ المأمون مستدلا ببيت شعري قال فيه « إذا طابت أصل المرء طابت فروعه.. » حيث قال أيضا « إن ما يميز الشيخ المأمون هو تحليه بالشرف والعلم والحسب والأخلاق العالية، حيث كان مثالا لما هو أعلم منه »، وأضاف الأستاذ الحسني في ختام كلامه أن توسعت زاوية الهامل وتطويرها ستشهد على العطاء والجهد الكبيرين الذي ميز الشيخ طوال سنوات في مشيخة الزاوية التي تحوّلت إلى إشعاع حضاري في قلب المغرب العربي..
30.
31.
* ناصر حيدر إطار في بنك البركة
32.
الشيخ المأمون ساهم في نجاح تجربة بنك البركة
33.
أكد السيد حيدر ناصر مصرفي وإطار ببنك البركة أن الشيخ محمد المأمون كان له فضل كبير في نجاح التجربة الإسلامية لبنك البركة باقتراحاته وفتاويه الحكيمة ومواكباته لكل المستجدات التي عرفها البنك وذلك في المهام التي تقلدها بداية من مستشار البنك ورئيس هيئة الرقابة الشرعية بالمصرف، وأضاف المتحدث أن جميع عمال بنك البركة يشهدون للشيخ المأمون بالحكمة في التوجيه وفقهه الغزير، فيما يخص التعاملات العصرية والإسلامية، ونظرا للمجهودات الكبيرة للشيخ في تطوير وإنجاح التجربة الإسلامية لبنك البركة تحوّل هذا الأخير إلى قبلة تنهل منه مختلف البنوك الوطنية والأجنبية..
34.
الشيخ الطاهر علجت يقبل رأس الشيخ مأمون.. الكبير يوقر الكبير
35.
36.
* الأستاذ بقول الشيخ.. تلميذ الشيخ المأمون
37.
« الجزائر بحاجة إلى من يجمع الصفوف من أمثال الشيخ المأمون »
38.
قال الأستاذ بقول الشيخ أحد الذين تتلمذوا وتلقوا العلم والأخلاق عن الشيخ محمد المأمون أن الجزائر بحاجة ماسة إلى من يجمع الصفوف ويلاقي القلوب ويدرأ نار الفتنة من أمثال الشيخ المأمون الذي عرف بجهوده الحثيثة في جمع جهود الزوايا ولم الشمل وإصلاح النفوس، حيث اعتبر دائما الدور الأساسي لجميع الزوايا توحيد الشعب الجزائري على الدين الإسلامي والأخلاق الفاضلة وحثه على العمل من أجل التطور والازدهار والخروج من الدائرة الضيقة للسلبية والتخلف، وأشاد المتحدث بالجهد والعطاء الكبيرين للشيخ المأمون في مشيخة زاوية الهامل التي عرفت في عهده توسعا غير مسبوق..
39.
40.
* عبد المنعم القاسمي الحسني
41.
الشيخ المأمون ساهم في ارتفاع نسبة المقروئية بالعربية
42.
الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني من أعلام الجزائر المعروفين، ومن أشهر علمائها العاملين، وقد كان الرجل ولا يزال بحق من أكبر المدافعين عن قيم الخير والمحبة والتسامح والوسطية التي نادى بها الإسلام عاليا والتي نحتاج في أيامنا هذه أن تكون لها السيادة والكلمة العليا.
43.
ولعل أبرز ما يميز شخصية الشيخ المأمون أو على حد تعبير الأستاذ عباس محمود العقاد مفتاح شخصيته هو حبه الكبير للغة العربية النابع من إيمانه العميق بدينه الإسلامي، واعتزازه بانتمائه إلى الحضارة العربية الإسلامية، ومما يمكن أن يسجله له التاريخ بأحرف من ذهب هو مواقفه الشجاعة في الدفاع عن اللغة العربية ووجوب الحفاظ عليها والعناية بها في هذا البلد، يوم أن تنكر لها الكثيرون من أبناء هذا البلد، وعمل جاهدا رفقة ثلة من المخلصين على رأسهم رفيق دربه في هذا الكفاح المرحوم الأستاذ مولود قاسم على الإبقاء عليها في مناهج التربية والتعليم وحتى المستويات الجامعية، ولا يدرك قيمة هذه المواقف إلا من عاصر تلك الفترة المظلمة من جزائر عهد الاستقلال، وبفضل جهودهم ننعم الآن بهذه النتائج الجيدة والثمار الطيبة « منها ارتفاع نسبة المقروئية باللغة العربية وجريدة الشروق أكبر دليل على ذلك ».
44.
45.
* محمد الصالح رحاب (ناشر)
46.
كان يبعث في الناس حماسة الثورة
47.
قال الناشر محمد الصالح رحاب أن الشيخ المأمون كان يبعث في رفقائه الروح الوطنية « أذكر أنه كان يدخل إلى نفوسنا حماسة كبيرة قبل أحداث 08 ماي، وكان له فضل كبير في انتشار مفهوم الثورة لدى عامة الناس، وقد بذل جهدا كبيرا في هذا الاتجاه ».
48.
جانب من ضيوف حفل التكريم
49.
50.
* الشيخ محمد الطاهر آيت علجت
51.
زاوية الهامل مدرسة تخرّج منها كبار العلماء الجزائريين
52.
زاوية الهامل عريقة أسدت إلى الجزائريين العلم النافع والبركات الواسعة وأخرجت علماء أشدّاء ربانيين وأجلاء، أمثال عبد الرحمن الديسي، عاشور الخنقي، نعيم النعيمي وغيرهم من الفطاحل. فالزاوية مشهورة، عرفها كل الناس بجهودها وحرصها على خدمة الإسلام والعروبة والجزائر.
53.
الشيخ المأمون غني عن التعريف، تقلّب في ميادين كثيرة وأعمال مشهورة وفي درجات سامية عالية خاصة وزارة الشؤون الدينية عندما كان مديرا للحج، ورأيت في أيام قيامه بهذه الشعيرة المباركة كل خير وبركة واهتمام واعتناء بالحجاج وتيسيرا لهم.
54.
لمست في مواسم الحج ما يرضي الله ويدخل الروح والريحان في قلوب الحجاج، وكان المأمون مثالا صالحا في تقوى الله ومثال حسن في الزهد ومكارم الأخلاق وحسن الاستقبال، وكذا الورع والتفاني في خدمة الإسلام والجزائر والصالح العام مثله مثل الغيث أينما حلّ كان خيرا وبركة ونافعا.
55.
جعله الله أداة صلاح وتقوى في الجزائر والعالم كلّه، كان عالما وصالحا ووليا لله عزّ وجلّ ومثالا حسنا للشباب وغيرهم في مكارم الأخلاق والتسامح وحسن السلوك والتفاني في خدمة الجزائر والإسلام واللغة العربية.
56.
والآن استبشرنا بقيامه العظيم وأعماله الجليلة في ترقية هذه الزاوية المباركة وجعلها أكثر مما كانت عليه، كانت منارة للخير والعلم والتربية والتكوين والدعوة لله ومآلا ومرجعا ومأوى لجميع العفاة والراعين لمَ فيه خير الدنيا والآخرة.
57.
وهو يعمل بكلّ جهد واستطاعة ليرقّي هذه الزاوية ويعيد لها مجدها الثري رغم ما مرّ عليها كما مرّ على الجزائريين من صعوبات وأشياء تؤخر وتعرقل مسيرها، الآن زالت الصعوبات وصار الجوّ صالحا لترقيتها هي وغيرها لتعيد لها عزّتها ومجدها، ندعو الله أن يزيدها عمرانا وخيرا وبركة وتقوى وفضلا لنفع عباد الله عامة والجزائريين خاصة.
58.
قليل مما يجب أن يقال عنه من الصفات الحميدة ومن مواقف البطولة والرجولة والاهتمام بالصالح العام، أنه لم يهتم بزاويته هو فقط بل اهتم بما يرفع من مكانة الزوايا بالجزائر كلّها، يريد أن يعمّم التقدم والترقي لجميع الزوايا وأرسل إليه شخصان ليبلغاه أن المأمون عازم على جمع كلمة الزوايا وتوحديها وتسجيل دستور تسير عليه الزوايا فلبيت الدعوة وشاركت باجتماعات، حيث كان يجمعنا ويلقي علينا ما نسجله.
59.
60.
* الوزير الأسبق الدكتور سعيد شيبان
61.
الشيخ المأمون كرّس حياته للعلم وخدمة الأمة ودينها
62.
ذكر سعيد شيبان أنه التقى بالشيخ المأمون من 1978 إلى غاية 1991 في وزارة الشؤون الدينية « كنت زميلا لهم في ملتقيات الفكر الإسلامي، وما أعرفه أن الشيخ مأمون القاسمي كرّس حياته للعلم ولخدمة الدين والأمة من شبابها وكهولها وشيوخها، وهذا التكريس أعتقد أنه نادر، لكن بما أنه صدر من أسرة عريقة مكرسة لخدمة العلم والدين فلا نستغرب ذلك ».
63.
وكان الشيخ المأمون لما كان يطلب منه دراسة موضوع ليقدم في الوزارة بعد بضع أسابيع يعد ملفا أكاديميا كاملا كأنه أطروحة ماجستير، يستغرب القارئ للمذكرة أنه يجد فيها ما لم ينتظره من تحليل ودراسة ميدانية تمكّن من يطلع عليها من العمل المفيد في المشروع المطلوب.
64.
وخصلة أخرى لا يعرفها إلا البعض أن كفاءته وإخلاصه وخبرته جعلته العضو الضروري الذي وجدته الدولة الجزائرية كبعث حياة الزوايا أواخر الثمانينات. وأضاف أن الشيخ مأمون لم يبخل بأي مجهود ليخدم الدين الإسلامي في الجزائر من خلال بعث حركة الزوايا، معلقا « لا نستغرب ابن زاوية القاسمي مع هذه التجربة، يعطي الزاوية ما قدّمه الشيخ المهدي، ولا نستطيع تخيّل الشيخ المأمون دون الشيخ المهدي في جهادهما ».
65.
66.
* عبد الرزاق قسوم:
67.
« الشيخ المأمون له الفضل في تثبيت هوية الأمة »
68.
صنّف عبد الرزاق قسوم الشيخ المأمون ضمن شريحة العلماء الذين لديهم السبق والفضل في تثبيت هوية الأمة، وجعله في مقدمتهم، مضيفا أنه صافى الله فصوفي من الله واستحق بذلك لقب الصوفي، ودخل التصوّف من بابه الواسع، يحمل بيده اليمنى الشهادة العلمية وباليسرى الأخلاق والسلوك والمعاملة الحسنة وهي إحدى دعائم الصوفية.
69.
وأضاف قسوم أنه وجد في المأمون واحدا من الدعائميين الأساسيين للتصوف بالعلم والخلق، عندما نلتقي به يفيض علما وعندما نتحدث معه يفيض خلقا بوجهه الباسم الطلق المحيّا، وهو نموذج لم ينبغي أن يكون عليه التصوّف العلمي، ووجدنا هذه الملتقيات التي تعنى بالعقل وتوسيع مدارك الناشئة سنّة حسنة يجب أن تبقى قدوة لباقي الزوايا بعيدا عن الدجل.
70.
وقد كانوا من خلال هذه الزوايا يحفّظون الناشئة القرآن الكريم وهم الآن يتوزعون على باقي الوطن لآداء الصلاة بالناس، ووجدنا طموح الشيخ المأمون بنّاء فقد كان معهدا علميا مشعا على كل أنحاء الوطن.
71.
أسماء كبيرة وشخصيات جليلة حضرت التكريم
72.
73.
* الدكتور عبد الرشيد بوسعادة:
74.
« تعداد زاوية الهامل يفوق تعداد من يلتفون حول الأزهر »
75.
ذكرت له محاسن عدّة في قضايا كثيرة من بينها الجوانب العلمية، وهناك أمور أخرى لا يشعر بها الإنسان إلا بالقرب منه، إضافة إلى علمه فهو شخص ورع وهو مرجعية منطقة بوسعادة وللمجتمع الجزائري لأنه ورث عن أجداده، وبعض القضايا تصعب على القادة والسياسيين ويكون حلّها بيده.
76.
ومما ميّز زاوية الهامل قضايا وخصومات لم يحلّها المسؤولون حلّها شيوخ الزاوية، ساهم في إعداد هذه القلعة الحقيقة والمؤسسة الاجتماعية.
77.
وكل علماء الإجتماع يقرؤون أن الدارس للمجتمع الجزائري المطّلع عليه يجب أن يعرض على مشائخها.
78.
فالزوايا من بين المواصفات التي يبنى بها المجتمعات الحديثة، وما يروى عنه أيضا أنه مرة سئل أن تونس تمتاز بجامع الزيتونة، والمغرب بالقيروان ومصر بجامع الأزهر فماذا للجزائر فقال، تعداد زاوية الهامل في مرحلة تاريخية يفوق تعداد من يلتفون حول الأزهر.
79.
80.
* الدكتور محمّد الشريف قاهر عضو المجلس الإسلامي الأعلى مكلّف بالفتوى:
81.
« الشيخ المأمون رجل ذو وقار لا يتزعزع أمام الحق »
82.
ذكر الدكتور محمد الشريف قاهر أنه عرف الشيخ المأمون أيام كان في وزارة الشؤون الدينية معرفة سطحية ولما جمعنا الله في المجلس الإسلامي الأعلى في نشأته الأخيرة خالطت الأخ الفاضل وسعدت به وعرفته عن كثب وعملت معه عملا جادا مثمرا، رأيت فيه من الأخلاق والشباب وعرفت فيه من الوسطية فهو شيخ وقور وسطي يخالط الصغار والكبار ويجتمع معهم فيفيد الجميع ويستفيد من الجميع.
83.
ففي تواضعه ومعاملاته مع كل الطبقات استطاع أن يجعل سامعيه يستمعون إليه بكل اهتمام لصفاته الحميدة.
84.
والشيخ المأمون في استطاعته أن يكسب الشباب ويوجه الشيوخ ويجمع أولئك وهؤلاء على صعيد واحد، وأنه ثابت وقار ولا يتزعزع أمام الحق وما يؤمن به هو الحق.
85.
86.
* محمد سليماني إطار في الجمارك:
87.
« حاربنا الفساد في قطاع الجمارك بفضل مبادئ زاوية الهامل »
88.
ذكر الأستاذ محمد سليماني أن الشيخ المأمون كان أستاذه في المعهد القاسيمي في الهامل تعلمنا فيها الخلاق الحسنة والنحو والصرف والعربية الأصيلة، تبرع لنا مرة بالدراسة لمدة سنة أنا وصديقي دون أن ندفع تكاليف الدراسة شرط أن نكون من النجباء.
89.
تعلمنا منه الأخلاق الفاضلة وتمكنت بفضل هذه الزاوية أن أقوم بعملي في قطاع كقطاع الجمارك بكل حزم، نحارب الفساد بكل أنواعه وتعرضنا لقضايا خطيرة لأننا كننا متشبعين بمبادئ راسخة وصمدنا في وجه الفساد والرشوة بفضل مبادئ زاوية الهامل.
90.
91.
* الشيخ محمد المأمون القاسمي
92.
رجل « زاوية » يسكن في قلب المجتمع
93.
مدير عام الشروق يشكر شيخ زاوية الهامل على مقدمه للجزائر وللإسلام
94. على عكس الكثير من شيوخ الزوايا الذين يتخذون ألقابا رنانة فخمة ويحيطون أنفسهم بهالة من القداسة ويجعلون بيتهم وبين الناس درجات وتميزات، وجدت الشيخ مأمون القاسمي يسكن في بيت قديم من الطوب بني قبل العهد الإستعماري، وتجرد الشيخ المأمون عن كل الألقاب الأخرى، وإن كان الجانب التنظمي الإداري والقانوني يفرض عليه أن يكون شيخ زاوية فإنه اختار لنفسه لقب « خادم العلم الشريف في المقام القاسمي » وهو لقب يترجمه بسلوكه اليومي، وعندما زرته في الزاوية وجدته يرتدي لباسا من أوسط ما يرتدي أهل بوسعادة.. الوصول إليه والكلام إليه هو أسهل من الوصول إلى منبع ماء يتحدث إلى الجميع بتواضع يسأل عن أحوال طلبته ويطعمهم بيديه كأنهم أولاده.. طوال الوقت الذي قضيته في زاوية الهامل القاسمية لم أر الشيخ المأمون يتكلم إلى أحد بأسلوب يختلف عن أسلوب يخاطب به غيره، ورأيت في المقابل كيف يحبه طلبته وأفراد العائلة وأهل القرية بل حتى من جرته الصدفة لرؤيته طبق في نفسه العلم الصحيح الذي أخذه في المقام القاسمي فنادى منادي الله في الناس « أن الله قد أحب الشيخ المأمون فأحبوه.
95.
ولد الشيخ مأمون بن مصطفى القاسمي في نوفمبر 1944 فنشأ وتربى على عين رئيس الزاوية القاسمية، والده الشيخ مصطفى الذي كان أحد شيوخه الذين أجازوه، كما أجازه في الإفتاء العالم الجزائري الشهير الشيخ الطاهر العبيدي ومن أشهر العلماء الشيخ محمد علوي المالكي في مكة المكرمة، واتضحت ملامح الذكاء والعلم في مأمون القاسمي منذ نعومة أظافره، ولم يكد يبلغ التاسع عشر من عمره حتى كان من أهم أعضاء هيئة التدريس في المعهد القاسمي، وذكر لي الشيخ أبو الأنوار دحية وهو أحد تلاميذ الشيخ المأمون سابقا ومسؤول مكتبة الزاوية القاسمية الآن ومدرس اللغة العربية فيها أن الشيخ مأمون كان يتمتع بعلم وفير حيث « كنا كطلبة في المعهد القاسمي نتبارى ونسعى لإيجاد خطأ لغوي أو صرفي في كلام الشيخ المأمون، ولكن كل جهودنا في هذا المجال ذهبت سدى » وفي نفس السياق يقول محمد المهدي القاسمي شقيق الشيخ المأمون وتلميذه « كانت للشيخ مكانة وهيبة في المعهد القاسمي وكان يجمع في تعامله بين الحب والصرامة وويل لمن يتهاون وإن كنت أنا شقيقه »، ولعل هذه العوامل هي التي جعلت والده الشيخ مصطفى يقربه إليه ويكلفه بمهام كبيرة، رغم أنه لم يكن ابنه الأكبر فكان الشيخ مصطفى يوفده إلى الأعراش ويوكل إليه مهمة فض الخلافات والفصل في بعض الخصومات التي كانت ترفع إلى الزاوية.
96.
وحين تولى الشيخ خليل القاسمي مشيخة زاوية الهامل القاسمية سنة 1970 ورث عن والده الإعتماد على الشيخ المأمون الذي أثبت في كل مرة أنه أهلا للاسم الذي يحمله.
97.
وفي الحقيقة لم يكن آل القاسمي هم الوحيدين الذين انتبهوا لعبقرية المأمون، فقد انتبه المفكر الراحل مولود قاسم إلى حيوية وفعالية محمد المأمون القاسمي فاتخذ منه معينا في أهم مشروع له وهو مشروع التعليم الأصلي، حيث عين الشيخ مأمون مشرفا على دائرة البرامج والإمتحانات والمسابقات في التعليم الأصلي سنة 1971 ثم كلف بمهمة الإشراف على قطاع التوجيه الديني في وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية، وفي سنة 1978 عين مديرا للحج ومنسقا للجنة الوطنية للحج، وخلال تدرجه في المسؤوليات كان مواقف الشيخ مأمون القاسمي تزداد صلابة، فعارض بشدة قرار توحيد التعليم الذي ألغي بموجبه التعليم الأصلي وناضل إلى آخر لحظة من أجل عدم ترسيم القرار وعدم إدراجه في الميثاق الوطني، ولكن نضاله لم يفلح، قد وصف لي مقدمي الزاوية القاسمية وشيوخها الوضعية النفسية والتأثر البالغ الذي عاشه مأمون القاسمي بعد أن صدر الميثاق الوطني وقال لي أبو الأنوار دحية « لم أر طوال حياتي الشيخ مأمون في مثل الحالة التي رأيته فيها حين صدر قرار إلغاء التعليم الأصلي.. »، وسألت الشيخ مأمون عن المرحلة التي تلت إلغاء التعليم الأصلي، أرسل تنهيدة طويلة حزينة أغناني الألم الذي حملته عن إعادة طرح السؤال، كما جهر مأمون القاسمي بموقفه المعارض لقرار تأميم أوقاف الزوايا واعتبر ذلك تهديدا للعلم وطلبته لأن تلك الأوقاف كان مصدرها يضمن توفير أقوات الطلبة.. وطيلة حياته ظل الشيخ مأمون القاسمي يتخذ ويجهر بمواقف قوية كان كل واحد منها كفيل بفصله عن عمله أو حتى إلحاق أضرار بزاويته، وعندما سألته هل كان يفكر في مستقبله ومستقبل زاويته عند اتخاذ المواقف وإعلانها أجابني في هيئة الواثق في مواقفه وغير النادم على أرائه: كل المناصب التي توليتها لم تأتي بطلب مني ولا بسعي وإنما ساقها الله إلي، عملت فيها بجد وإخلاص ولكن لم أكن حريصا على البقاء فيها. أما الزاوية فهو يرى أن واجبها هو أن تراعي الله في مواقفها وليس من مهامها أن ترضي فلان أوعلان.
98.
99.
البنوك الإسلامية في الجزائر حلم تحقق
100.
ولئن كان زوال التعليم الأصلي ومعاهده جرحا غائرا في حياة الشيخ مأمون القاسمي وكثير ممن عمل إلى جانب مولود قاسم نايت بلقاسم فإن الشيخ مأمون يعيش اليوم ويحذوه أمل كبير في تحقيق أهدافه النبيلة وسند أمله ذلك تحقق حلم البنوك الإسلامية، هذا الحلم الذي حمله وكتب عنه وبحث فيه منذ ستينيات القرن الماضي، وشارك في عديد من الملتقيات الدولية حول الموضوع، وقد كان اهتمام رجل أخذ العلوم الدينية بطرق تقليدية بموضوع من هذا الحجم شيء مثير للانتباه، ولكن حينما سألته عن الموضوع أجاب باختصار مفحم « القرآن يعلمك ويقولك إنك معني بكل شيء » وقد سبق للشيخ مأمون أن تحدث عن الموضوع في ملتقى المجلس الإسلامي الأعلى حول « أخلاق الإسلام واقتصاد السوق » وقال في محاضرة له « .. إن ما شدني إلى الإقتصاد الإسلامي وأثار في نفسي الإهتمام بالبحث في نظامه أنه اقتصاد أخلاقي له مكوناته وعناصره وله هويته وخصائصه التي تحكم تطبيقاته… والمصارف الإسلامية جاءت تطبيقا عمليا للإقتصاد الإسلامي وتجسيدا له على أرض الواقع. »
101.
رغم جهده الذي قدمه في هذا المجال إلا أنه لم يقل يوما أنه السباق لإثارة الموضوع والبحث فيه، وحين طلب مجمع البركة في مرحلة تأسيس فرعه في الجزائر طلب منه مجلس الإدارة أن يقترح لهم مستشارا شرعيا رشح لهم ثلاثة أسماء هي: الشيخ أحمد حماني والشيخ علي مغربي رحمهما الله، والشيخ عبد الرحمان شيبان شفاه الله، ولم يفكر القاسمي في نفسه أو أي من مقربيه بل رشح ثلاثة أسماء هي من الناحية التاريخية والمنهجية خصم لزاويته كانت المصالح الشخصية الضيقة تملي عليه أن يعمل على إبعادهم قدر المستطاع، ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم « إن الله قسم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم »..
102.
103.
الزاوية في تصور المأمون القاسمي
104.
يؤمن محمد المأمون القاسمي أن الزاوية هي حجر الزاوية في المجتمع وليست بنيان يقع على هامشه، يقبع فيه أناس يئسوا من الحياة وفضلوا البقاء في تلك البقاع بدل الإنتحار، فطلبة زاوية الهامل القاسمية يحفظون القرآن بأحكام التلاوة ويتقنون أداؤه خلال 9 إلى 18 شهرا وخلال نفس المدة يأخذون مبادئ اللغة العربية وأصول الفقه وفروعه ثم ينطلقون إلى الأفاق وبين أعينهم حديث الرسول الكريم « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ». وبهذه الروح العلمية تمكنت زاوية الهامل التي تأسست في بداية مقاومة الأمير عبد القادر -حيث أسسها سيدي محمد بن أبي القاسم سنة 1844في بيته الواقع أمام المسجد العتيق ثم لما كثر عدد المنتسبين إليها بنى الزاوية الحالية سنة 1864-.
105.
إن تكوّن عددا كبيرا من العلماء وعدد أكبر من الثوار والمجاهدين، وكان من العلماء الذين تخرجوا من المقام القاسمي جمعا من الأعلام والفقهاء من مختلف أنحاء بلاد المغرب العربي منهم محمد بن عبد الرحمان الديسي والشيخ عبد السلام التازي والشيخ أبو القاسم الحفناوي والشيخ محمد السنوسي التونسي.. وغيرهم كثير، هذا إضافة إلى شيوخ الزاوية ومعلميها، هذه السعة والامتداد تؤكدان أن ما قاله الشيخ الحفناوي بأن « زاوية الهامل القاسمية هي ند لجامع الزيتونة والقرويين وترفض أن تطأطأ لهما رأسها » هذا الكلام ليس مجرد حمية عالم يعتز بمدرسته، وإنما تأكيد على معالم ومساهمة الزاوية القاسمية التي خرجت إلى جانب العلماء مجاهدين كبار كالشيخ الحداد الذي قاد إحدى أهم المقاومات الشعبية الأولى، ثم في آخر محطة كان شيخ الزاوية السابق الشيخ خليل القاسمي أحد الثوار البارزين اعتقلته فرنسا سنة 1956 وأفرجت عنه في 1958 ومنذ ذلك الحين وهو تحت الإقامة الجبرية.. وخلال العام المنقضي كان عدد طلاب الزاوية 380 طالب ويأمل الشيخ مأمون القاسمي أن يسهم ترميم الزاوية والتوسيع الجاري في فتح أبوابها أمام عدد أكبر من الطلبة، لتلقيهم القرآن ومبادئ الدين واللغة.
106.
ومما يميز زاوية الهامل عن غيرها أنها في مرحلة من تاريخها توّلت المشيخة فيها امرأة تميزت بعلمها وفضلها، وأبهرت السيدة زينب خلال السنوات السبع التي قادت خلالها الزاوية الجميع بحسن إدارتها وعلمها الواسع وتحدث المستشرقون والمستعمرون بكثير من الذهول عن هذا في 1897 تقود أحد أهم المدارس الدينية والحض
عدد القراءات : 8450
عدد قراءات اليوم : 4
أضف إلى:
*
أرسل إلى صديق
إلى:
بريدك الإلكتروني:
الرسالة:
* نسخة للطباعة
التعليقات (22 تعليقات سابقة):
زاوية الهامل.. قلعة العلم والوطنية ومحاربة النعرات القبلية الشروق تكرم مأمون القاسمي المنظر الشرعي للبنوك الإسلامية في الجزائر
Inscrivez vous
Abonnez-vous à notre newsletter pour recevoir les mises à jour par e-mail.
20 janvier 2012
PRESSE ARABOPHONE, RELIGION, Sougueur