تعرف المنطقة الجنوب غربية لولاية تيارت هذه الأيّام، موجة برد غير عادية تفاقمت نهار أمس، خفّضت فيها الرّياح الباردة مقياس درجات الحرارة إلى 10 درجات تحت الصّفر، الشّيء الذي جعل الصّقيع يتكوّن فوق الثّلوج المتساقطة منذ ليلة الخميس إلى الجمعة الماضيتين، مشّكلا بذلك مخاطر جمّة على المواطنين.
هذه الأوضاع الجويّة تسبّبت في عدّة انزلاقات خطيرة للمركبات المختلفة بسبب القيادة المتهوّرة والسّرعة، نجمت عنها خسائر ماديّة، كما سجّلت عدّة حالات سقوط للرّاجلين، خاصّة مستعملي الأرصفة ذات البلاط الأملس. وتجدر الإشارة أنّ مصالح الأشغال العاملة بكلّ من دائرتي فرندة، مدغوسة وعين كرمس، قد كثّفت من نشاط مختلف أنواع العتاد المخصّص لضمان فتح الطّرقات، مع رشّ الملح للقضاء على الصّقيع والتّقليل من مخاطره. إلاّ أنّ ساكنة القرى ما يزالون يقفون على قارعات الطّرقات آملين مرور الشّاحنات المحمّلة بقارورات غاز البوتان، التي تعتبر مصدرهم الوحيد في تأمين الدّفء لأسرهم. وفي ظلّ هذه الظّروف المناخية الصّعبة و المسالك الوعرة، يبقى ساكنة مدريسة وعين كرمس في عزلة شبه تامّة، جرّاء أزمة النّقل التي باتت المدينتان المتجاورتان تعانيان منها.. لتبقى البرودة في الأخير تفرض سلطتها على الجميع وتخلي شوارعها، بسبب التدنّي المفاجئ وغير المألوف لدرجاتها.. وقد بلغ ارتفاع الثّلوج المتساقطة على غالبية المناطق التيارتية، خاصّة منها المناطق الجنوب غربية والغربية، ليلة الأحد ونهار أمس، أكثر من 40 سم على مستوى مدريسة، عين الدّرهم، المطرونية والمكمن.. محدثة بذلك قطع الطّرق من عين الحديد إلى غاية عين الذّهب ومن سيدي عبد الرّحمان إلى غاية السّوقر حارمة ساكنة الأرياف والقرى النّائية من غاز البوتان، لجأ بسببها هؤولاء المواطنين إلى استعمال الجرّارات وظهور الدّواب للتنقّل بين مختلف محطّات الوقود من أجل توفير الدّفء لأسرهم، تفقّد وإسعاف أقاربهم في البوادي. وفي نفس السّياق، صرّح بعض المواطنين للجريدة، أنّ العديد منهم قد لجأ إلى الاحتطاب واستعمال التّبن من أجل التّدفئة، لتعويض أزمة غاز البوتان الذي تمّ استهلاكه بكثرة بسبب الصّقيع ودرجات برودته التي تعدّت 12 درجة تحت الصّفر، داعين إلى ضرورة التدخّل العاجل للسّلطات المحليّة في حال تواصل الاضطرابات الجويّة الحالية التي قد تستهلك مؤونتهم واحتياطاتهم من الوقود، غاز البوتان، الحطب والتبن.. و تجدر الإشارة، أنّه إلى غاية كتابة المقال، ما تزال الطرق مغلقة في وجه المرور رغم المجهودات التي قامت بها المصالح المعنية المختلفة.. تبقى كافّة المدن والقرى المشار إليها تشهد سكونا لم تعهده منذ عقود. محمّد يحيى
6 février 2012
PRESSE ARABOPHONE