الوصل تنشر شهادات الناجين من الحادث هلك 19 شخصا وجرح 31 آخرين في حادث مرور مروع شهده الطريق الوطني رقم 23 الرابط بين تيارت وقرطوفة في منعرجات خطيرة كانت على الدوام نقطة سوداء. كانت الساعة تشير إلى الثانية وعشر دقائق بعد منتصف ليلة السبت إلى الأحد عندما انحرفت حافلة كانت تقل أكثر من 50 شخصا عن مسارها وهوت على عمق 150 متر على الأقل في منعرجات قرطوفة الخطيرة، حيث رجحت مصالح الدرك في تصريحات إعلامية أن يكون السبب وراء هذه الكارثة المرورية الإفراط في السرعة وضعف الرؤية نتيجة الانتشار الكثيف للضباب، فيما أكد سائق الحافلة الذي نجا و أصيب بكسور أن السبب يعود إلى انعدام الرؤية والأرضية الزلقة نتيجة رذاذ المطر وكانت الحافلة متجهة من حاسي مسعود باتجاه مدينة وهران، حيث فارق الضحايا الحياة الدنيا وهم في حالة سبات تتراوح أعمارهم ما بين 17 إلى 65 سنة، من بينهم سيدتان تنتميان إلى عائلة واحدة وإحداهن حامل من وهران.
فيما أثار هذا الخبر حالة رعب صاعق وسط الشارع التيارتي، حيث هم مئات المواطنين إلى مستشفى المدينة الذي عج بهم لتقديم يد المساعدة بكل أشكالها، خاصة فيما تعلق بالتبرع بالدم ومواساة الضحايا مثل سؤال عن أهلهم ونقل الخبر إليهم. بالمقابل شهد مستشفى يوسف دمرجي وهو أكبر مستشفيات الولاية الموروث عن العهد الاستعماري شبه انتفاضة طبية وشعبية نتيجة ضعف الإمكانات المادية والمعنوية ، حيث عجزت مصلحة حفظ الجثث التي لا تتوفر سوى على أربع ثلاجات عاملة من أصل تسع ثلاجات، ناهيك عن نقص حاد في الماء وهو ما جعل الطاقم الطبي بذات المصلحة يشهد الإعلاميين الحاضرين والمواطنين على رداءة الأوضاع التي يشتغلون فيها من على الخصوص تعطل هاتف المصلحة لأكثر من نصف عام والتهاون بمصلحة الطب الشرعي الذي يعتبر جهويا ويضم إلى جانب تيارت، تيسمسيلت والذي يحتوي على ملفات خطيرة للعديد من البلديات والولايات المجاورة ومرجع للأرشيف لكل من تحديد هوية بعض ضحايا المأساة الوطنية إلى غيرها من الملفات للمصابين. وكان وزير الصحة جمال ولد عباس قد عاين للحظات موقع الحادث، و أصدر أوامر بمعية السلطات المحلية يقضي بالتكفل العاجل بالجرحى، وتشكيل خلية متابعة للوقوف على مستجدات الحادثة ولمتابعة مدى التكفل بعائلات الضحايا وتبادل الوزير أثناء زيارته لمستشفى يوسف دمرجي بمدينة تيارت أطراف الحديث مع عدد من الجرحى ومسؤولي القطاع الصحي، معلنا بالمناسبة عن استفادة الولاية من إنجاز مستشفى يليق بها. فيما يلي الوصل تنفرد بأسماء الضحايا: قداري عبد القادر 1979 عسكري بن عيسى موسى زمورة 1991 لبيوض ناصر وهران 1966 عون أمن سمارة حمادو 1981 رعية أجنبي نذار محمد طاهر 1976 وهران مهدي محمد 1981 ماسرة شريط العيد 1956 معسكر شاقور روبة عبد الله 1983 وهران هدان علي 1966 وهران سيد احمد عدة 1971 وهران بن دومة عبد الوهاب شنافي البشير..مسن عائلة لخضاري..الأب 1947 متقاعد وهران ، البنت 1974 والحفيدة رجل مجهول المستشفى تجند لإسعاف الضحايا وفتح أبوابه لأهالي المصابين منذ الساعات الأولى سجل صبيحة أمس، حادث مرور خطير على السّاعة الـ1 بمنطقة دوّار الكاف ببلديّة قرطوفة بتيارت الشّهيرة بمنعرجاتها الخطيرة على مستوى الطّريق الوطني رقم 23 باتّجاه بلديّة قرطوفة، راح ضحيته 19 راكبا و إصابة 25 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة من مختلف الأعمار من بينهم 3 أشخاص في غيبوبة تامّة إلى ساعة كتابة الأسطر .. كانوا على متن حافلة لنقل المسافرين قادمة من ولاية غرداية ومتجهة إلى ولاية وهران. وللعلم فإنّ مصالح فرقة الدرك الوطني للإقليم قد تدخّلت فور وقع الحادث فاتحة تحقيقا في أسبابه التي تبقى متضاربة لحد الساعة. وقد سارت مصالح الصحة والحماية المدنيّة إلى عين المكان مسخّرة كلّ سيارات الإسعاف التي تمكّنت من استنفارها عبر البلديّات المجاورة كبلديّة الرّحوية لنقل القتلى إلى مصلحة حفظ الجثث والجرحى إلى مختلف المصالح الاستشفائية بمؤسّسة مستشفى يوسف دمرجي بتيارت من أجل تلقي الإسعافات الأولية. وفي عيادتها للمصابين تمكّنت الوصل من الحصول على تصريحات بعض من عايشوا الواقعة. الناجون من الحادث يصرحون للوصل: – السيّد سالم لخضر، 42 سنة من مدينة سيق: إنّ ليلة أوّل أمس كانت قد تميّزت بضباب كثيف على مستوى مرتفعات قرطوفة، والسّائق قد أخطأ في تقديره للمنعرج، حيث توجّهت الحافلة مباشرة إلى الجدار الواقي، وبعد ثوان معدودات انقلبت الحافلة عدّة مرّات على مسافة 300 متر لتستقرّ بأسفل الوادي ولا ننسى أن نشكر الشّباب التيارتي الذين سارعوا إلى تقديم الدّعم المعنوي والنّفسي لنا. – السيّد مالكي عبد الرّحيم (من مدينة مستغانم): الحادثة بالنّسبة لي كانت سريعة جدّا ولم أدر ما حدث لي بالضّبط.. صراحة لا أتذكّر شيئا منها سوى أنّه تمّ إسعافي ورأيت بعض من كان معنا ميّتا بعد لحظات، المشهد كان مروّعا حقّا، والحمد للّه. – ايفايي (رعية نيجيري): السّائق كان نائما، وأأكد على هذا لأنّني كنت أراقبه في العديد من المرّات، كان يغمض عينيه كإنسان متعب، عند مستوى أحد المنعرجات لم يستطع فتح عينيه.. ولم يتحكّم في المقود فحدث ما حدث، و بالمناسبة أشكر الشّباب الّذين زارونا و قدّموا لنا كلّ ما نحتاجه. -عبد الله: أنا كنت نائما مع أصدقائي، نحن 9 عمّال ننتمي إلى فريق واحد.. هلك منّا 6 و بقينا نحن الثّلاثة، هذا شيء مؤلم جدّا. -السّيّد الحاج مالكي (والد مالكي عبد الرّحيم): اسمح لي أن أشكر كلّ المجتمع التيارتي المضياف، إدارة المؤسّسة، الشّباب المتطوّع.. و تحية خالصة لكم أنتم جريدة الوصل التي جاءت تشدّ من أزر أبنائنا، بارك الله فيكم و جعل خطواتكم جميعكم في ميزان الحسنات. و تجدر الإشارة إلى أنّ إدارة المستشفى هي بدورها سهرت على راحة المرضى، ووفّرت كلّ الدّعم والتّسهيلات اللازمة لضمان راحة المصابين الذين في غالبيتهم ينتمون إلى مدينة وهران. كما أنّ مصلحة الأمراض المعدية التي استنفرت طاقميها الطبّي وشبه الطبي قد خصّصت جناحا كاملا للجرحى الذين وفرت لهم العناية الطبيّة اللاّزمة وساهمت في تخفيف الآلام عنهم وعن أسرهم بفتح كلّ الأبواب لهم، إلى جانب مصلحة الإنعاش والطبّ الشّرعي. لتبقى العلامة الكّاملة للشّباب الجامعي المتطوّع في � سبيل الله- من أجل فعل الخير من أبناء مجموعة � ناس الخير- الفيسبوكية- الذين استطاعوا بالفعل أن يسارعوا إلى المستشفى وأن يقدّموا كلّ الحاجيات الضّرورية للجرحى وأسرهم، و مساعدتهم في اجتياز محنتهم. و قد صادفت الوصل مجموعة منهم، كانت تحصي حاجيات المرضى وعارضين المبيت والتكفّل المادي بالأسر التي هرعت إلى عيادة فلذّات أكبادها. نحن لا نريد إلاّ وجه الله تعالى، و لا نريد جزاءً ولا شكورا.. ولا نفرّق بين أحد من المعوزّين والمرضى، سواء كانوا من الجزائريين أو من ضيوف الجزائر العابرين لتراب بلدنا الحبيب. غزالي جمال
26 mars 2012
ACCIDENTS