الأربعاء, 29 ديسمبر 2010 19:01 |
رغم مضي سبعة وثلاثين سنة على التحاقه بسلك التدريس في قطاع التعليم العالي، لا تزال رغبة العطاء متقدة في روح هذا الرجل المعجون بماء العلم، والذي استحق بجدارة لقب أكبر أستاذ بالجامعة الجزائرية·· ونحن نتحدث عن أحداث العام 2010 المهمة لا بد ألا نغفل عن ذكر الدكتور بن ملحة الغوثي، رجل لم يمنعه تقدمه في السن ووضعه الصحي في الفترة الأخيرة من مواصلة التدريس بكلية العلوم القانونية والإدارية، ببن عكنون، التي يشرف بها على تأطير طلبة الماجستير والدكتوراه ويترأس لجان مناقشتها، بعد أن أمضى ما يقارب الثلاث سنوات على رأس المجلس العلمي للكلية، خلال هذا العام علت محياه علامات الأسى والأسف عما آلت إليه الكلية حالة في الآونة الأخيرة، ويحز في نفسه تقسيم أعرق جامعة جزائرية خلدت اسم الشهيد ورئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة أثناء الثورة بن يوسف بن خدة، وأنجبت نخبة من الكفاءات والإطارات التي تقلدت مناصب عليا إلى ثلاث جامعات متشرذمة تجهل وجهتها الحقيقية· تنتعش روح الدكتور بن ملحة وترتسم البسمة على ثغره ويتراجع الظل الذي أضفاه الشيب على وجهه عند الحديث عن الذكريات وعن رفاق الدرب أمثال بوعلام بسايح رئيس المجلس الدستوري حاليا، عبد المجيد ومزيان وزير الثقافة السابق ثم رئيس للمجلس الإسلامي الأعلى·· وغيرهم، تلك الذكريات التي بقيت راسخة في الذهن بعد هذا المسار الحافل، يسترجع بصفاء ذهن العقوبة التي تعرض لها نتيجة إصراره على سماع خطبة مصالي الحاج بعد عودته إلى مدينة تلمسان بعد سنوات المنفى، وإن كانت الذاكرة تخون الإنسان أحيانا، كما يقول، إلا أن سرده للأحداث التي عايشها طيلة السنوات الماضية تجعلك ترى الحقب المختلفة التي اجتازها هذا الوطن· ولد الدكتور الغوثي في 26 جانفي 1928 بمنطقة السوقر بولاية تيارت، من أسرة بسيطة، فوالده كان ساعي بريد، أو كما يحب أن ينعته هو »البوستاجي »، هذا الأخير الذي يعود إليه فضل مشاركته في مسابقة الالتحاق بمدرسة تلمسان في تخصص التعليم الفرنسيوالإسلامي سنة ,1945 ليتحصل على شهادة نهاية الدراسة بهذه المدرسة في سنة ,1949 وبعد التدرج في التعليم الابتدائي والمتوسط شارك في امتحان الباكالوريا تخصص الأدب، انتقلئإلى العاصمة والتحق بمعهد الدراسات العليا الإسلامية، تحصل على الشهادة سنة 1951 في تخصص البيداغوجيا، وفي سنة 1954 على شهادة الليسانس في الحقوق، ما مكنه من الانخراط في نقابة المحامين مع اندلاع الثورة التحريرية، ليكون بين 1955 و1962 أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الفدائيين والمعتقلين الجزائريين من جبهة التحرير الوطني ويتعرض للاعتقال لمدة ثلاث سنوات، ليحول سجون البرواقية بولاية المدية، والضاية بولاية سيدي بلعباس إلى منبر إشعاع ثقافي من خلال استغلال الوقت في تدريس القانون· وبعد الاستقلال تقلد عدة مناصب مهمة، حيث عين مستشارا في محكمة النظام العام المنشأة بموجب اتفاقيات إيفيان، ثم رئيسا لديوان وزير العدل، وعضوا في المجلس الشعبي البلدي لبلدية الجزائر الكبرى سنة ,1971 وبعد انقضاء عهدته إلتحق بسلك المحاماة حيث تقلد منصب الأمين العام للنقابة الوطنية للمحامين الجزائريين، كما التحق بسلك التعليم العالي ليتقلد منصب نائب عميد كلية الحقوق مكلف بالقسم المعرب، تحصل على شهادة دكتوراه دولة في القانون من جامعة باريس ,02 وترقى إلى منصب أستاذ التعليم العالي، عين في اللجنة الجامعية الوطنية ودرس بالمدرسة العليا للقضاة، وأدار مخبرها وشارك في لجان وزارة العدل المكلفة بمراجعة النصوص القانونية· من إنتاجه العلمي، قانون الأسرة والقانون القضائي، الاستعجال والإثبات التي تشكل مرجعا، علاوة على مقالاته المنشورة في مجلة القضاء والمحكمة العليا والكلية· |
الغوثي بن ملحة•• رجل العلم في كل الأزمنــة Ghaouti Benmelha
Inscrivez vous
Abonnez-vous à notre newsletter pour recevoir les mises à jour par e-mail.
14 avril 2012
JUSTICE, PERSONNALITES, Sougueur