شهدت المنطقة الجنوب غربية لولاية تيارت في اليومين الأخيرين موجة من الثّلوج والأمطار على فترات مختلفة، مصحوبة برياح قويّة أحدثت بعض الخسائر الطّفيفة، تمّ على إثرها ارتفاع منسوب المياه في السّدود، المجمّعات المائية والآبار. هذه الموجة المباركة استبشر بها الفلاّحون خيرا، خاصّة بعد موجة الصّقيع التي نزلت فيها درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها، حيث بلغت 12 درجة تحت الصّفر بداية شهر فبراير الماضي، تأخّرت بسببها عملية إنتاش الحبوب، ما أفقد الفلاحين الأمل وأحدث قلقا كبيرا في أوساطهم مخافة سنة بيضاء تفشل مجهوداتهم التي بذلوها من أجل إنجاح موسم الحرث والبذر الفارط وموسم الحصاد المقبل.
وفي الجهة الأخرى للمنظومة الفلاحية بتيارت، هاجرت مجموعات الموّالين التي كانت تتصارع من أجل بضعة قناطير من الشّعير لإنقاذ ماشيتهم، مقرّات تعاونيات الحبوب والخضر الجّافّة، وذلك بعد أن استعادت الأراضي الرّعوية الشّاسعة للولاية ككلّ غطاءها الرّبيعي الأخضر، مكّنتهم من الانتشار في رحابها. إلاّ أنّ ما يلاحظ من نتائج عكسية، سواء بالنّسبة للغيث أو مجهودات الدّولة التي تبذلها من أجل الفلاّحين والموّالين على حدّ سواء، والمساهمة في ضمان الاكتفاء الذّاتي من الحبوب واللّحوم الحمراء بأسعار تكون في متناول الجميع، تبقى الأهداف المسطّرة من دون تحقّق بسبب كثرة الوسطاء والغياب الكلّي للتحكم في المنظومة الفلاحية ككلّ والتي من أجلها بذلت ملايير الدّولارات، ذهب النّصيب الأكبر فيها إلى جيوب البزناسية الذين يستعدّون للسّيطرة على محصول الصّائفة القادمة، وتهريب الماشية إلى الحدود الجزائرية المترامية، ليبلغ فيها الكيلوغرام من اللّحم 1300 دج في شهر رمضان القادم حسب المتتبّعين الاقتصاديّين. محمد يحيى
http://www.alwaslonline.com/index.php?page=rubrique&rub=22&date=2012-04-17&aff=29911
17 avril 2012
AGRICULTURE