يشتكي العديد من أطفال ولاية تيارت في المدّة الأخيرة من آلام حادّة في البطن، جعلت أولياءهم يسارعون بهم إلى العيادات المتعدّدة ليلا لدى مصالحها الاستعجالية لتشخيص ما ألمّ بفلذات أكبادهم من أوجاع فجائية لم يعرفوا لها سببا. وفيما أجمع الأطبّاء على أنّ سبب المغص يرجع إلى جراثيم أصيب بها الأطفال أثناء تناولهم لمأكولات تكون غير صحيّة، أكّد الأولياء أنّ المشروبات الغازية و العصير بنوعيه السّائل والجافّ والشّاربات، وراء إصابات أطفالهم بآلام البطن، حيث تبدأ معاناة الأطفال ليلا بعد ساعات من تناول الإفطار معهم.
وحسب القائمين على مصالح النّظافة وقمع الغشّ المتواجدة على مستوى بلديات الولاية فإنّ شروط حفظ المشروبات الغازية والزلابية وغيرها من المواد الاستهلاكية، أصبحت غير محترمة وتترك لساعات تحت أشعّة الشّمس الحارقة، الغبار وغاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من السّيّارات، سواء منها المعبّأة في قارورات بلاستيكية أو المعبّأة في القارورات الزّجاجية الّتي هي الأخرى لا تتوفّر فيها شروط النّظافة،علما- يواصل المعنيّون بالأمر- أنّ مادّة البلاستيك في حدّ ذاتها تشكّل خطرا على صحّة الإنسان ويجب الابتعاد عن هكذا نوع من المشروبات والشّاربات بأنواعها (الجافّة، القارورات أو الأكياس البلاستيكية) خاصّة تلك الّتي يتركها الباعة عرضة لأشعّة الشّمس طيلة النّهار. وبمناسبة تحضير الحلويات لعيد الفطر المبارك، يوصي أخصّائيو التّغذية ربّات البيوت بعدم التوجّه إلى تحضير الحلويات الملوّنة، حيث أنّ الألوان المسمّاة غذائية هي الأخرى تشكّل خطرا كبيرا على صحّة الإنسان، إذ تتحوّل على مستوى المعدّة إلى نيتريت وتفتك بها، وقد تصاب في بعض الحالات بالدّاء الخبيث في غياب ثقافة استهلاكية حقيقيّة. يبقى المواطن التيارتي يشتري ما تشتهيه الأعين ولا يبالي بصحّته وصحّة أولاده الّذين قد لا تظهر عليهم أعراض المرض إلاّ بعد سنوات من تناول هكذا موادّ غذائية غير مراقبة صحيّا والّتي لا تستجيب لشروط السّلامة الصّحيّة، وبعد فوات الأوان، يقول الأخصّائيون في التّغذية الصّحيّة، و من هنا وجب على جمعيات حماية المستهلك أن تلعب دورها وتنزل إلى الأحياء و تطرق البيوت وتقوم بدورها التّحسيسي ولا تنتظر المناسبات. وفي انتظار ذلك، يبقى أطفال تيارت يستهلكون ما يضرّهم ولا ينفعهم، ويبقى الأولياء يشترون بأموالهم موادّ غذائية ظاهر عرضها يغري الزّبون الصّائم وباطنها تغيّرات كيميائية ورسوبات جرثومية خطرة، تؤثّر على السّلامة الصّحيّة للمواطن وعياله. محمّد يحيى
5 août 2013
SANTE, Tiaret