تعبيرا عن فرحتهم بعيد الفطر المبارك، لجأ غالبية أطفال و شباب ولاية تيارت كغيرهم للّعب بالمفرقعات وتفجيرها في مختلف أزقّة وشوارع وأحياء الحواضر الكبرى والمدن الدّاخلية والقرى النّائية…
إلاّ أنّ تمادي بعضهم في هكذا تعبير عن فرحتهم، ودونما أدنى مراقبة أبوية لهم، تسبّب في العديد من الحوادث الخطيرة النّاجمة عن تهوّر الأطفال والشّباب غير النّاضج وغير الواعي بنتائج ما يفعل حيث إنّ إلقاء المفرقعات المختلفة الحجم والقوّة بين المارّة وخاصّة وسط جموع الفتيات والأسر، أرغم البنات الخائفات من << المتفجّرات>> أن ينزلن إلى الطرّقات، الشّيء الّذي تسبّب في عدّة حوادث مرورية اصطدمت فيها الفتيات بالسّيّارات و الدّرّاجات النّارية، كان أخطرها تلك الحادثة الّتي أصيبت فيها طفلة في السّابعة من عمرها كانت رفقة أمّها حين أصيبت في قدميها ونقلت على جناح السّرعة إلى العيادة المتعدّدة الخدمات. إلاّ أنّ تمادي اللّعب بالمفرقعات قد تجاوز كلّ الحدود وبدلا من الشّوارع والأرصفة… أصبح الأطفال يلقون بها داخل البيوت عبر النّوافذ المفتوحة للتّهوئة و بهو المنازل وداخل المركبات و المتاجر. هذه المفرقعات تسبّبت في إجهاض سيّدة حامل انتظرت حملها منذ 4 سنوات من تاريخ زواجها، كانت في غرفتها حين لاحظت المفرقعة تسقط بالقرب منها وحين أرادت الهروب سقطت قبل أن تصل الباب، فسقط جنينها الّذي انتظرته طويلا. كما تسبّب رمي المفرقعة داخل صحن أحد البيوت في إضرام النّار فيه ولولا تفطّن أحد الأطفال لرائحة الحريق لهلك الأسرة عن بكرة أبيها، بينما تفاجأ سائق مركبة بدويّ قويّ داخل سيّارته، فقد على إثره السّيطرة عليها ليستفيق على وقع اصطدام بمركبة أخرى قادم في اتّجاه معاكس. هكذا طيش لأطفالنا الّذين أصبحوا << طلقاء>> في الشّوارع، دونما وازع تربويّ و دونما رعاية أسرية لهم… فاق كلّ الحدود وتجاوز كلّ الأعراف الّتي كانت إلى يوم قريب تدلّ على تماسك مجتمعنا منذ حقبة زمنية تقاس بالقرون. إنّ التعدّي على حرمات البيوت و القذف بالمفرقعات داخل البيوت عبر النّوافذ، داخل المتاجر حين ازدحامها بالزّبائن، وسط المارّة دونما احترام للأسر وتوقير للأمّهات المرافقات لأولادهنّ وبناتهنّ، داخل المركبات،، دون تحملّ لنتائج هكذا تهوّر لدليل قاطع على وجوب أخذ إجراءات من أجل الحفاظ على وحدة المجتمع و تماسكه، قبل فوات الأوان، وقبل أن يصاب مجتمعنا كللّ، حواضر وريف، بفيروس التسيّب و التهوّر والتّطاول على حريّات الغير وحرمة الأسر والبيوت، كما حدث ذلك في قضايا المخدّرات وتفشّي ظاهرة شرب الكحول وتناول المهلوسات داخل المؤسّسات التّربوية بمختلف أطوارها وفي أوساط الفتية والفتيات على حدّ سواء. � محمّد يحيى
11 août 2013
ACCIDENTS, Tiaret