تعاني مختلف المقاولات ومؤسسات الإنجاز العاملة بولاية تيارت من نقص واضح في اليد العاملة المؤهلة، مما قد يتسبب في تأخر استلام هذه المشاريع، حسب ما كشف عنه بعض المقاولين حيث إن معظمهم يضطرون إلى جلب اليد العاملة المؤهلة من الولايات المجاورة.لاسيما فيما يتعلق بنسج شبكات حديد الخرسانة وتصفيح الأعمدة والسقوف،
خصوصا وأن جلب اليد العاملة المؤهلة يثقل كاهل المقاول من ناحية ارتفاع الأجر نتيجة اشتراط العامل لأسعار عالية، مبررا ذلك بمصاريف الإطعام وفي بعض الأحيان الإيواء إضافة إلى أن الكثير من هؤلاء العمال يفرضون عطلا أسبوعية تمتد إلى أكثر من يومين، حيث ينهي معظمهم فترة العمل في حدود منتصف النهار من كل يوم أربعاء،�ليجد�الكثير من أصحاب هذه المقاولات صعوبات بالغة في إتمام أشغال مشاريعهم السكنية، بفعل نقص اليد العاملة المؤهلة في مجال البناء، الأمر الذي يؤدي بهم إلى تحمل تكاليف التأخير في تسليم هذه المشاريع في آجالها المحددة في صفقات المشاريع، وهو ما يزيد من متاعب هذه المقاولات التي تتكبد جراء هذا النقص خسائر معتبرة، فضلا عن الخسائر التي تتكبدها المصالح الوصية جراء هذا التأخر. وقد أصبحت هذه الظاهرة مصاحبة لجل عمليات إنجاز المشاريع، وخاصة تلك التي تتعلق أساس بالمرافق والتجهيزات العمومية التي تبقى آجال تسليمها رهينة تدعيم ورشات الإنجاز بالوسائل المادية والبشرية، حيث أنه غالبا ما تؤدي عملية التأخر في عمليات الإنجاز إلى تأخر مواعيد تسليمها، وهو ما من شأنه أن يتسبب في حرمان الكثير من الهيئات والمؤسسات العمومية من تسطير برنامجها على غرار المؤسسات التربوية، الصحية وكذا الهياكل المتعلقة بفضاءات الشباب ودور الثقافة والملاعب الجوارية، فضلا على مشاريع قطاع السكن الذي يعرف هو الآخر تأخرا فادحا في آجال الإنجاز، بالنظر إلى كثرة المشاريع التي استفادت منها الولاية، خصوصا خلال البرنامج الخماسي الجاري والتي يصل عددها إلى أكثر من 30 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ. وتعرف تخصصات البناء، تلبيس الجدران وضع الرخام والزخرفة بالإضافة إلى الدهان ومساعدي البنائين نقصا فادحا في الولاية، رغم فتح مراكز التكوين بالولاية لهذه التخصصات خاصة في ظل تسجيل تزيد الطلب عليها من قبل ورشات البناء ويأتي ذلك بدلا من الاستعانة بعمال مؤهلين يتم استقدامه من الولايات المجاورة. ويرفض غالبية شباب الولاية والبلديات النائية أن يتلقوا أي تكوين في مثل هذه التخصصات، رغم فتح مناصب بيداغوجية في هذه الأخيرة وبمنح مغرية للشباب البطال الراغب في تعلم مهنة مستقبلية، إلا أن ذلك لم يُغر الشباب بسبب عزوفهم عن ميدان البناء وورشات الإنجاز، بالنظر إلى تدني الأجور التي يتلقها العامل في هذه الورشات،
15 août 2013
LOGEMENTS