تعتبر بلدية سيدي بختي الّتي اشتهرت في عهد الاستدمار الفرنسي ب، << مدغوسة>>، إحدى أشهر المناطق التيارتية الّتي شهدت معارك كبيرة خاضها جنود جيش التّحرير الوطني على مستوى إقليم بلديتها التّابعة لدائرة لوهو أو مدغوسة حاليا… و ذلك لامتداد سلسلة جبالها لمنطقة الجبلية الّتي هي الأخرى ما تزال تعاني من التخلّف الحضري و تراجعها إلى مؤخّرة التّرتيب مقارنة بمختلف مناطق بلدية عين الحديد دائرة فرندة.
و في زيارة ميدانية قامت بها << الوصل>> عشية الذّكرى لمنطقة سيدي بختي، تبيّن أنّ التخلّف ما يزال يلقي بظلاله المتأصّلة الجذور في البلدية المذكورة، إنّما هو عائد إلى سوء التّسيير المحلّي لساكنة << خلاّفة>> بقراها العديدة، كقرية سيدي علاّل و عين البيضاء و غيرها من القرى الّتي ما تزال تعاني من العطش الّذي يُرجع أسبابه المواطنون إلى سوء التّسيير الموارد المائية و إلى استغلالها من قبل شخصيات ذات قرار و نفوذ في المنطقة، فرضت هذه الأخيرة منطِقَها على الجميع بحكم تموقعها في ريف ما زال الفكر العشائريّ فيها يخوّل << كبير القوم>> كلّ صلاحيات الاستفادة الفردية من مشاريع وضعتها الدّولة من أجل خدمة المواطن البسيط و تحسين ظروفه المعيشية. النّفايات المنزلية، فضلات قطعان الغنم المنتشرة في كلّ مكان على مستوى الجهات الأربع لقرية سيدي بختي، الصّرف الصّحّي الّذي تنبعث منه الرّوائح الكريهة… أصبح بمثابة حوض سباحة لأطفال تبدو على أجسامهم إصابات جلدية تنبئ بأمراض خطيرة إذا لم تستدرك السّلطات المحليّة مواقفها و تضع حدّا لهكذا ظواهر مشينة في حقّ السّلطات الولائية الّتي وفرت كلّ شيء لتحقيق تنمية شاملة للمناطق الرّيفية و المناطق النّائية عبر برامج عديدة حين وسَّعتها المديريّات المعنية لتشمل كافّة أرجاء تيارت دون استثناء. خلوّ قرية سيدي بختي ذات الكثافة السّكّانية الّتي بلغت 6 آلاف نسمة، من الملاعب الجوارية و المرافق التّرفيهية عمّق في الشّرخ الحاصل بين مختلف الأجيال المتصارعة << سياسيّا>> و اجتماعيّا من أجل تطوير منطقة تعدّ مخزنا هائلا لفرص التّنمية السّياحية المحليّة إذا و فقط إذا توفّرت إرادة الإدارة المحليّة و تبنّت أفكار و طموح شباب ما زال إلى حدّ السّاعة متماسكا بقريته، محاولا المشاركة في تنميتها… و قد يلجأ المئات منهم إلى الهجرة إلى المدن القريبة من بلديته كمدينة لوهو (مدغوسة) مقرّ الدّائرة، إلى فرندة الدّائرة الأمّ أو تيارت عاصمة الولاية حين لا يلقى آذانا صاغية تحسن الاستماع إلى مقترحاته و تقحمه في تبنّي مشاريع الدّولة و المساهمة فيها. تأخّر إنجاز مقرّ البلدية الجديد ذي الطّوابق الثّلاثة ، ما يزال عبارة عن هياكل و أعمدة إسمنتية منذ 5 سنوات، تأخّر إتمام انجاز الملعب البلدي الّذي يعرف هو الآخر تأخّرا كبيرا فاق 6 سنوات، إعادة ترميم بنايات تضمّ 24 سكنا لم توزّع منذ 2008 تاريخ إتمامها، و الاستيلاء الفوضويّ على العقّار و منع جيران الفراغات العقّارية من استغلالها بقوّة << المعرفة و الجاه و المحسوبية>> و تأخّر انجاز شبكة الغاز كلّ ذلك أرغم المجتمع المدني، حسب تصريحات ممثّله، على مراسلة الجهات الرّسمية و دعا مجلسه المنتخب في 2012 على أساس التكفّل بكلّ انشغالات ساكنة منطقة << خلاّفة>> و قراها الّتي ما تزال غارقة في عتمة الظّلام و انعدام الإنارة العمومية، انعدام التّهيئة الحضرية، تنظيم و تعميم شبكة الصّرف الصّحّي إلى غير ذالك من مشاكل لها علاقة مباشرة بالحياة اليومية لمنطقة كانت محتشدا عسكريّا إبّان الثّورة التّحريرية و معتقل تعذيب بشع مارسه العدوّ الفرنسي ضدّ مجاهدينا الأبطال تحمّلت ويلاته ساكنة الرّيف الّتي رغم جبروت و طغيان العسكر الفرنسي، تبنّت الثّورات و ساندتها و ضحّت بأنبائها و رغيف خبزها و قوت يومها الّذي آثرت به أفراد جيش التّحرير عن نفسها… وجب اليوم على كلّ الإدارات التّنفيذية حسن الالتفاتة إلى سيدي بختي، و مرغنّنيس، و دير الكاف، و غيرها من المناطق المجاهدة التّي غيّبتها الممارسات الإدارية المحليّة الّتي يديرها أبناء هذه المناطق قبل غيرهم، من المنتخَبين المحليّين، و رعاية كافّة المشاريع المقرّرة بها من أجل الحيلولة دون هجرة شباب مناطق مجاهدة و الإبقاء على شعلة << نوفمبر>> وهّاجة في قلب كلّ جزائريّ و جزائريّة بدءا من ساكنة الرّيف الّذي قدّم بطولات ما تزال فرنسا تذكرها… و في غياب رئيس المجلس الشّعبي البلدي الّذي يوجد في عطلة سنوية، أرجعت تصريحات سمّت نفسها بغير الرّسمية، من داخل البلدية المذكورة، انتشار القمامة إلى سوء تصرّف المواطن بحيث تمّ تنظيف القرية بكاملها منذ أيام و أعاد المواطن رمي الأوساخ في كلّ مكان، و بمناسبة إحياء يوم المجاهد المصادف ليومه الـ 20 أوت من كلّ سنة، و من خلاله المناطق المجاهدة، يبقى الرّيف الجزائري عماد ثورات التّحرير المتعاقبة المتوّجة بثورة نوفمبر 1954 المجيدة، في حاجة ماسّة إلى ضرورة تخصيصه ببرامج تنموية وطنيّة شاملة تكافئه على ما قدّمه من تضحيات جسام خلال 132 سنة من مقاومة أعتى استدمار على وجه البسيطة، و من أجل أن تبق شعلة الإباء و الدّفاع التّلقائيّ عن الوطن أبديّة في صدور الأجيال القادمة…
http://www.alwaslonline.com/index.php?page=rubrique&rub=22&date=2013-08-21&aff=41643
21 août 2013
LOGEMENTS, Sidi Bakhti