ما تزال عملية قطع الطّرق الّتي ينتهجها غالبية الشّباب الجزائري وإضرام النّيران في الإطارات المطّاطية تعتبر الوسيلة الوحيدة للتّعبير عن غضبهم واستيائهم من تصرّف الإدارة المحليّة معهم كما هو الحاصل في بلديّة مادنة الواقعة في أقصى الحدود الجنوب غربية لولاية تيارت منذ أيّام دون انفراج لتصميم أهاليها على مطالبهم. وتعتبر بلدية مادنة إحدى أكثر البلديات الخمس والأربعين فقرا على المستوى الوطني، حسب التّصنيف الأخير للمجلس الاجتماعي.
وقد أكّد الشّباب المادني على وجوب تلبية مطالبه كشرط أساسيّ لرفع المتاريس والخيم الّتي أقامها على مداخل القرية، معتبرا مطالبه شرعية و مشروعة وتتمثّل في تجديد الطّريق الّذي يربطهم بعين كرمس مقرّ الدّائرة و فرض مساهمة المؤسّسات المستغلّة للمحاجر الواقعة على جنباته و الّتي يعتبرها السّبب الرّئيسي في تهرئة الطّريق الّذي بسبب وضعيته، انقطع أكثر من 98% من التّلاميذ عن مواصلة دراستهم، فضلا عن تعميم ربط الدّواوير بشبكة الكهرباء الرّيفية وربط تلك الواقعة قرب المحاجر الّتي جلبت لها السّلطات الوصية الكهرباء من مسافات بعيدة بينما تبقى السّاكنة في جوار المحاجر تعاني منذ فجر استعادة الاستقلال في عتمة الظّلام كما طالبوا بتخصيص السّاكنة الّتي تُعتبر ريفية بطبعها و تعتمد على تربية الماشية بالدّرجة الأولى، ببرامج التّنمية الرّيفية الّذي اعتمدته الدّولة في مخطّطها الخماسي- السّكن الرّيفي لحلّ أزمة السّكن و العمل على استقرار الشّباب في دواويرهم وبناء المرافق الرّياضية والتّرفيهية وإيفاد لجنة تحقيق ولائية للاستماع إلى انشغالاتهم والنّظر في أحوالهم وما آلت إله المنشآت الّتي استفادت منها بلدية وأنجزتها مقاولات لم تراع المقاييس المعمول بها. هذه الوضعية زادت في عزلة بلدية مادنة عن المناطق المجاورة لها دون شعور بذالك من قبل المحتجّين و ذالك لكون القرية المذكورة تقع في أعماق المناطق السّهبية غير الآهلة بالسكان ولا تؤثّر حركتهم على باقي نشاط البلديات الأخرى، ما جعل بعض الفاعلين في السّاحة المادنية يحاولون إقناع أبنائهم بضرورة الاستماع إلى رئيس الدّائرة الّذي زارهم في عين المكان مذكّرا الجميع بأنّ مشروع الطّريق مسجّل رسميا في مخطّط الولاية رغم كونه طريقا بلديّا- وأنّ ربط ساكنة الرّيف بالشّبكة الكهربائية سيتمّ في إطار البرنامج الإضافي الّذي منحه الوزير الأوّل في زيارته الأخيرة للولاية- أمّا عن البرامج التّنموية الرّيفية فالكلّ قد تقدّم لدى مصالح الغابات المعني المباشر بالبرنامج.. وأنّ هذه الأمور كلّها حين تسجّل في إطار مختلف المخطّطات البلدية والولائية تتطلّب وقتا ضروريا لإتمام الإجراءات الإدارية اللاّزمة قبل الانطلاقة في إنجازها. وتجدر الإشارة إلى أنّ تصريحات بعض المواطنين للجريدة قد أكّدت أنّ الأمر لا يعدو كونه إنذار مباشر لمير البلدية الّذي حاد عن وعوده و أصبح يغرّد في سرب غير السّرب الّذي جاء به على رأس البلدية وأجلسه على كرسيّ رئاستها… محمّد يحيى
22 septembre 2013
EMEUTES -COLERE -MANIF, Madna