ارتفاع كبير في أسعار الماشية بسوق السوقر
الخروف بـ5 ملايين والكباش بأكثر من 7 ملايين بتيارت
عرفت أسعار الماشية بأكبر سوق الماشية السوقر لولاية تيارت أمس ارتفاعا مذهلا، وهذا في ثاني يوم من أيام عودة السوق للنشاط، بعد غلقه استمر أسابيع. وتميزت هذه العودة، بإجراءات احترازية، ومن ذلك انتشار فريق بيطري لمراقبة الماشية، وحضور أمني كثيف في السوق وعلى الطرقات المؤدية إليها، لمراقبة تصاريح النقل والشهادات البيطرية، وهي الوثائق التي تستوجب للمشتري أن تكون بحوزته للخروج من السوق خاصة أن هذه المرة لم تشهد قدوم الموالين من الولايات الجزائرية بل التجار الجملة الذين قدموا من أقصى الشرق كتبسة إلى أقصى الغرب تلمسان ومن الجنوب والشمال.
تنفس موالو تيارت أمس الصعداء بعد عودة الحياة إلى أسواق الماشية، حيث شهد سوق مدينة السوقر ومنذ الساعات الأولى لطلوع الفجر توافدا غير مسبوقا لشاحنات نقل المواشي من كل الأحجام، ومن مختلف الولايات المجاورة، وبالموازاة مع ذلك، اقتحم السماسرة ميدان السوق لشراء قطعان الماشية تحسباً لموعد عيد الأضحى المبارك، حيث أجبر الإقبال الكبير الذي بدأ يسود سوق الماشية في هذه الفترة التجار على تصريف ما لديهم من أغنام والاكتفاء بالأرباح التي يجنونها خلال هذه الفترة خاصة بعدما عرفت ركودا في الأسابيع الماضية التي حرم من تسويقها في الأسواق الخارجية عن الولاية بسبب ظهور وباء الحمى القلاعية والتي حرمتهم من تسويقها. إلى ذلك، أكد أحد تجار المواشي، أن السوق تشهد ارتفاعا ملحوظا في الأسعار، وذلك للتماشي قدر المستطاع مع الإقبال الكبير الذي بدأ يحيط بالسوق، كما أن بعض التجار يأتون من خارج المدن لبيع الأغنام في السوقر، وذلك للاستفادة من ارتفاع الأسعار هنا، لذلك يضطرون إلى البيع بأسعار مناسبة، حتى يتخلصوا من جميع المواشي، ومن ثم العودة إلى مدنهم وبلدياتهم، وهو الأمر الأساسي الذي أجبر السوق على ارتفاع الأسعار. ويضيف التاجر، أن الانخفاضات التي شهدتها السوق في الأيام الماضية، أسهمت أيضا في إعادة ارتفاعها وعودتها إلى حالتها الطبيعية أو أكثر، فالمتابع لحال السوق بعد إعادة فتحه يجد أن التجار لم يبيعوا كما يجب هذه السنة، وذلك للصعود الكبير في أسعار المواشي، وهو الأمر الذي لم يستطع أن يجاريه عدد كبير من المستهلكين، مما قد يجبرهم على خفض الأسعار في الأيام الأخيرة قبيل حلول عيد الأضحى. وتباينت أسعار الأضحية في هذا السوق الذي شهد في أول يوم من عودة نشاطه ارتياد موالي تيارت، الجلفة، وبعض الولايات على فضاءاته، حيث تراوحت أسعار الخراف بين 30000 دج و50000 دج، فيما بلغ سعر الكبش أكثر من 70000 دج، فيما عرف سعر النعجة ما بين 20000 دج إلى 25000 دج. من جانب آخر، أوضح سماسرة المواشي، أن أسباب ارتفاع الأسعار تعود إلى أمور الغلق الاضطراري وغلاء العلف التي قد تتخذ جميعها في غير مصلحة المستهلك الذي لم يستطع بسبب ظروفه أن يشتري أضحيته مبكرا، وذلك نظرا إلى ارتفاع الأسعار في تخوفاته من الوباء في الأيام القليلة الماضية، إلا أن ارتفاع تكاليف تربية المواشي وضعت حدا للارتفاعات المتوالية التي حصلت في أسواق المواشي، حيث ينظر مربو الأغنام إلى تكاليف معيشة الأغنام التي بدأت تتزايد بشكل مستمر، كما أن عيد الأضحى يعد آخر موسم من مواسم السنة، إذ إن أقرب موسم له ينتظر أن يأتي بعد أكثر من 6 أشهر على الأقل وهو موسم الإجازة الصيفية، وهي فتره طويلة لا يستطيع تحملها التاجر. على عكس كل التوقعات، فإن إقبال المواطنين على سوق الماشية السوقر التي تعد أكبر سوق بالولاية التي فتح أبوابه نهار أمس السبت، استعدادا لاقتناء أضحية عيد الأضحى المبارك كان محتشما، مما دفع بالموالين إلى بيعها للسماسرة الذين قدموا من كل الولايات مع الساعات الأولى للصباح، كما أن عدد المربين الذين قصدوا السوق لعرض ماشيتهم للبيع كان جد كبير، حيث قدم موالي أغلب البلديات المجاورة، وقد وضعت كل الإجراءات الرقابية التي فرضتها مختلف الأجهزة الأمنية على مستوى شبكة طرقات إقليم الولاية وكثرة حواجز فرق الدرك الوطني التي تطلب رخصة التنقل وشهادة الطبيب البيطري للماشية المنقولة، في إطار سلسلة الإجراءات المتخذة لمكافحة فيروس الحمى القلاعية. وفي هذا الشأن، جندت مصالح البيطرة بالسوقر التابعة للمفتشية الولائية للبيطرة بمديرية المصالح الفلاحية فريقا لمراقبة الماشية التي دخلت سوق السوقر خلال هذا السبت عند افتتاحه، حيث يقومون بمراقبة المواشي التي تخرج من السوق من أجل تسليم الشهادة وتقديمها عند الضرورة. غزالي جمال
15 septembre 2014
ECONOMIE -Industrie, PRESSE ARABOPHONE, Sougueur